العلاج بالنباتات: المجريطي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 مارس 2018

المجريطي

اشخاص شاهدوا الموضوع
https://phytotherapie-arabe.blogspot.com/

علماء العرب


أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي


تعريف المجريطي :


- أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي ( 338 هـ إلى عام 398 هـ )، فلكي وكيميائي ورياضياتي أندلسي، شارك في ترجمة كتاب بطليموس في الفلك، وحسن ترجمة المجسطي، وطور جداول الخوارزمي الفلكية، وقدم تقنيات في علمي المساحة والتثليث، وولد مسلمة بن أحمد بن قاسم المجريطي في مجريط ( أي مدريد ) العاصمة الحالية لإسبانيا عام ( 338 هـ  أي ما يعادل 950 م )، وعاش في قرطبة، وتوفي عام ( 398 هـ أي ما يعادل 1007 م )،غير أنه لا يعرف الكثير عن سيرته، سوى أنه كان بين أنبغ علماء الأندلس في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، وقال عنه صاعد الأندلسي أنه أفضل الرياضيين والفلكيين في زمانه في الأندلس، كما إبتكر طرقا جديدة للمساحة مع إبن الصفار، كذلك كتب كتابا عن ( فرض الضرائب وإقتصاد الأندلس )، ويعتبر من أوائل علماء الأندلس الكبار الذين أصبح لهم صيت في الشرق والغرب، وهو أشهرالكيميائيين العرب، كما برع في مجالات علمية عديدة أخرى ويقول عنه ( الزركلي )، كان المجريطي إمام الرياضيين بالأندلس، وأوسعهم إحاطة بعلم الأفلاك وحركات النجوم، وكان المجريطي يحب الأسفار حول العالم ليس للنزهة ولكن للبحث عن كبار العلماء في الرياضيات والفلك والكيمياء وعلم الحيوان وعلم النبات، ولكي يتبادل معهم الراي، ويخبرهم بما توصل إليه من بحوث في العلوم الرياضية والفلكية ويتداول معهم نتائجه العلمية، وعندما درس المجريطي نتاج علماء اليونان في حقل الرياضيات، وجد نفسه ملزما بالتعليق عليها ثم التأليف في هذا المجال، لذا فقد طور في نظريات الأعداد وهندسة إقليدس ومن ثم كتب كتابا في ( الحساب التجاري )، وصار متداولا في جميع أنحاء المعمورة لأهميته، وكان يذكر على بعض الكتب
لقب المجريطي فقط، مما جعل اللبس محتملا جدا، ونسبت هذه الكتب إلى أبي القاسم مسلمة المجريطي إلا بعضها الذي ورد فيه إسم أبي مسلمة واضحا وصريحا، كما جاء ذلك في مخطوط ( الأوزان في علم الميزان )، وفي مخطوط ( مقالة في الكيمياء ) الموجود في مكتبة طهران، وفي مخطوط ( رسالة في الطبائع ) الموجود في المكتبة الظاهرية بدمشق، ويعد ( فؤاد سيزكين ) أول من تنبه إلى هذا اللبس، ونوه إلى ذلك  في كتابه ( تاريخ التراث العربي ) بعد دراسة دقيقة ومستفيضة لمؤلفات أبي مسلمة حتى وصل إلى نفي هذا اللبس...

إسهامات المجريطي العلمية :


- أسس المجريطي مدرسة في قرطبة للفلكيين والرياضياتيين كانت بداية لظهور جيل من العلماء في الأندلس، وكان من تلاميذها ( إبن الصفار، وأمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو القاسم الغرناطي، وأبو بكر الكرماني، وإبن الخياط )، كما كان المنجم الخاص بالحاجب المنصور الذي تنبأ له بنهاية دولة الأمويين ومتى سيكون ذلك...

- وسافر المجريطي إلى الشرق وإتصل بعلماء العرب والمسلمين وتداول معهم فيما توصل إليه من أبحاثه في الرياضيات وعلم الفلك، وكان أبو القاسم المجريطي يعد حجة عصره في الكيمياء، وقد كانت له في هذا المجال إسهامات عديدة، فقد ميز بين ( الكيمياء والسيمياء )، وحرر علم الكيمياء من الخرافات والسحر، ودعا إلى دراسة الكيمياء دراسة علمية تعتمد على التجربة والإستقراء، وكان يرى أن الرياضيات ضرورية في دراسة الكيمياء، ويقول في ذلك، لا يجوز لأي رجل يدعي العلم إذا لم يكن ملما بالكيمياء، وطالب الكيمياء يجب أن تتوفر فيه شروط معينة لا ينجح دونها، إذ يلزمه أن يتثقف أولا في الرياضة بقراءة ( إقليدس )، وفي الفلك بقراءة ( المجسطي لبطليموس )، وفي العلوم الطبيعية ( الفلسفة ) بقراءة ( أرسطو )، ثم ينتقل إلى كتب ( جابر بن حيان والرازي ) ليتفهمها، وبعد أن يكون قد إكتسب المبادئ الأساسية للعلوم الطبيعية يجب عليه أن يدرب يديه على إجراء التجارب، وعينيه على ملاحظة المواد الكيمياوية وتفاعلاتها، وعقله على التفكير فيها، وهو ما يجعل المجريطي من رواد المنهج التجريبي في البحث العلمي، وكان من ثمار ذلك توصله لإكتشاف مبدأ ( بقاء المادة ) أثناء التفاعلات الكيميائية وقررها، ويقول في ذلك هولميارد ( Holmyard )، الباحث في تاريخ العلوم عند العرب في كتابه ( صانعو الكيمياء )، يكفي المجريطي فخرا أنه أول من إنتبه إلى قاعدة ( بقاء المادة ) التي لم ينتبه إليها أحد الكيميائيين السابقين له، وبعد مضي عدة قرون طور كل من ( بريستلي، ولافوازييه )، هذه القاعدة التي كان لها دور مهم عبر التاريخ، والتي تعد من أسس علم الكيمياء الحديثة، مما يدل على أن المجريطي أبا مسلمة قد سبق العالم الكيميائي الإنكليزي ( بريستلي 1733 إلى 1804 م )، والكيميائي الفرنسي ( ولافوازييه 1743 إلى 1794 م ) بما يقرب من سبعة قرون، ويقول عبد الرزاق نوفل في كتابه ( المسلمون والعلم الحديث )،إن المجريطي أبا مسلمة، قد إهتم بشكل خاص بتجارب الإحتراق والتفاعلات التي تنتج عنه والثغرات التي تتم على أوزانها، وإبتكر أبو مسلمة فرنا خاصا لإجراء عملية التقطير يعمل آليا كما تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة في كتابها ( العقيدة والمعرفة )، وأبدع ميزانا حساسا بخمس صفائح إحداها تطفو فوق سطح الماء، بغية معرفة الوزن النوعي لأي مادة يريدها أو يختارها لإختباراته...

- وإشتهر بتحضيره أوكسيد الزئبق حيث لم يسبقه أحد إلى تحويل الزئبق إلى أوكسيد الزئبق، ويذكر بعض المؤرخين لعلم الكيمياء عند العرب أن المجريطي يعد أول من حضر أكسيد الزئبق، وهو مسحوق ناعم أحمر اللون، وأما في مجال علم الفلك، فإن المجريطي كان أول من توصل إلى إعتبار خط منتصف النهار مارا بقرطبة بدلا من الموقع التقليدي الوهمي الذي كان معروفا في ذلك الوقت بين الهند والحبشة، والجدير بالذكر أن موقع خط غرينتش المعمول به الأن لا يختلف عن الموقع الذي حدده المجريطي إلا بمقدار خمس درجات، وقام المجريطي بإختصار الجداول الفلكية ( للبتاني )، فكان مختصره مرجعا لعلماء الفلك، وهو أول من علق على الخريطة الفلكية ( لبطليموس )، وقام المجريطي بالتعليق على الجداول الفلكية ( للخوارزمي ) وتقويمها وتعويض تاريخها الفارسي بالتاريخ الهجري، كما أنه طور نظريات الأعداد وهندسة ( إقليدس )...

مؤلفات المجريطي :


- ترك المجريطي عند وفاته عددا كبيرا من المؤلفات في الكيمياء والرياضيات والفلك نذكر منها مايلي :

1- كتاب ( رتبة الحكيم ومدخل التعليم )، مطبوع محقق ومرتب من مدخل وأربع مقالات، ويعد من أهم مصادر تاريخ الكيمياء في الأندلس، وإختصره ( محمد بن يشرون المجريطي ) بعنوان ( مختصر رتبة الحكيم )، والنسخه الخطية موزعة في مختلف المكتبات العالمية والعربية، و كتابه ( رتبة الحكيم )، يعد من أشهر كتبه وأبقاها، وهو يتناول تطور الكيمياء عند علماء العرب في المائة والخمسين سنة التي مضت بعد ( إبن حيان )، وعلى الأخص من الناحية العلمية، وفيما جمعه الكيميائيون من معلومات، ويعده مؤرخو العلوم من أهم المصادر التي يمكن الإستفادة منها في بحوث تاريخ الكيمياء، 

2- كتاب ( غاية الحكيم وأحق النتيجتين بالتقديم )، مطبوع ومحقق، وأهميته تعود إلى عرضه لتاريخ الكيمياء في القرون الوسطى، ولما يحتويه من منجزات الأمم السابقة للعرب. وقد أورد ( جورج سارتون ) في المقدمة لتاريخ العلم ، أن ( الملك ألفونسو )، أمر بترجمة هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن 13 ميلادي بعنوان ( بيكاتركس )، كما ترجم أيضا إلى الفارسية والعبرية وللكتاب 20 نسخة مخطوطة موزعة في المكتبات العربية والأجنبية،

3- كتاب ( ثمار العدد ) في الحساب،

4- مقالة في ( الكيمياء )، نسختها الخطية في مكتبة ( أصغر مهدوي ) بطهران وأخرى في مكتبة مجلس شوراي بطهران، 

5- كتاب ( تمام العدد والمعاملات

6- رسالة في ( الكيمياء )، المخطوط في جامعة طهران بالفارسية،

7- رسالة في ( الأسطرلاب

8- رسالة في ( الطبيعيات، أو رسالة في الطبائع )، ونسختها الخطية في المكتبة الظاهرية بدمشق، مصورة في معهد التراث العلمي بحلب، وتتألف من ثلاث ورقات تعود إلى القرن ( 13هـ

9- رسالة ( إختصار تعديل الكواكب

10- كتاب في ( الأوزان )، نسخته الخطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحتوي على رسوم وأشكال توضيحية،

- وقد ظلت كتب المجريطي العلمية تدرس لقرون طويلة في الجامعات الأوروبية، وكان علماء الغرب هم أول من أبرز إنتاج المجريطي وعرفوا به، وقضى المجريطي حياته في البحث والتدريس، فتخرج على يديه علماء أكفاء صار لهم شان في تطوير العلوم البحتة والتطبيقية، وكانت مدرسته عبارة عن مركز للبحوث، إذ أصبح معظم طلابه من العلماء البارزين في العلوم، ويعتبر المجريطي بحق من كبار علماء العرب والمسلمين بالأندلس الذين أسهموا في مجد الأمة العربية والإسلامية، ولقد نذر نفسه للعلوم ولرفعة الإسلام، فكان يقضي الأيام والليالي والسنين الطويلة للبحث والترجمة والتأليف حتى يصل إلى ما يصبو إليه، وإنه من العلماء الذين لا يقنعون بالقليل بل كان من هؤلاء الذين يبحثون في كل فروع المعرفة، ولم يقصر نفسه على علم معين، وقد تم سنة 2007 إحياء ذكرى مرور ألف سنة على وفاته...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Send Tweet G+Share Pin It